
الرئيس السيسي يقلب الطاولة على ترامب".. كيف أعادت المخابرات المصرية خيوط اللعبة إلى يد القاهرة في حرب غزة؟

في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سلط محللون مصريون الضوء على الدور المحوري الذي لعبته المخابرات العامة المصرية في إدارة المفاوضات وفك “شفرة الحرب”، مؤكدين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في إعادة صياغة معادلة القوة والدبلوماسية في المنطقة، بل وفرض على واشنطن وتل أبيب واقعًا جديدًا عنوانه “السلام من القاهرة”.
وقال الكاتب الصحفي محمد مخلوف، الخبير في شؤون الأمن القومي، إن الجهود الدبلوماسية المصرية كانت المحرك الأساسي وراء هذا “الإنجاز التاريخي”، مشيرًا إلى أن فريق التفاوض المصري برئاسة اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، بذل جهودًا مكثفة على مدار عامين من المباحثات، وتوّجها خلال الأيام الأخيرة بفرض رؤية مصرية متوازنة أنهت واحدة من أعقد الحروب في المنطقة.
وأوضح مخلوف، في تصريحات لقناة RT، أن المفاوض المصري اعتمد على رؤية استراتيجية ترتكز على دعم الشعب الفلسطيني والتمسك بـ حل الدولتين ورفض أي تغيير في خريطة الأرض الفلسطينية، مع الحفاظ على القدس عاصمةً للدولة الفلسطينية.
وأضاف: "اليوم عادت خيوط اللعبة إلى أيدي القاهرة، بعد أن فشلت كل محاولات تهميش دورها من الداخل أو الخارج".
وكشف الخبير الأمني أن القاهرة نجحت في “قلب الطاولة على ترامب”، موضحًا أن الرئيس الأمريكي كان يعتزم عقد مفاوضات داخل واشنطن حول خطته المثيرة للجدل بشأن غزة، إلا أن الحكمة المصرية قلبت المشهد، ليأتي ترامب نفسه إلى القاهرة حيث تبلور الاتفاق النهائي.
وأشار مخلوف إلى أن موقف مصر الحازم برفض أي حديث عن تهجير الفلسطينيين أو إعادة رسم خريطة القطاع، كان العامل الحاسم الذي أجبر واشنطن على تعديل موقفها، قائلاً: "لولا الموقف المصري الثابت، لكانت القضية الفلسطينية قد طُويت إلى الأبد".
وأكد أن ما تحقق يمثل "انتصارًا تاريخيًا لإرادة السلام على منطق الحرب"، مشددًا على أن الرئيس السيسي يستحق جائزة نوبل للسلام لما أبداه من التزام إنساني ودبلوماسي في إدارة هذا الملف، ولجهوده التي حافظت على استقرار المنطقة وكرامة الشعوب.
وأضاف مخلوف أن التحرك المصري خلق حالة ضغط دولية حقيقية دفعت قوى كبرى مثل فرنسا وبريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين، كما قلصت من الدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل، وهو ما أجبر حكومة نتنياهو في النهاية على القبول باتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح أن خطة ترامب للسلام لم تكن لتحظى بأي مصداقية لولا الرؤية المصرية التي منحتها طابعًا واقعيًا، من خلال التأكيد على بنود وقف الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
ومن جانبه، قال أحمد ناصر، نائب رئيس اتحاد شباب المصريين في الخارج، إن إعلان وقف الحرب من شرم الشيخ – أرض السلام – هو "انتصار سياسي لمصر وقيادتها"، مؤكدًا أن المصريين في الخارج واجهوا حملات تشويه واسعة من تنظيم الإخوان الإرهابي حاولت النيل من الدور المصري، لكن الحقائق على الأرض أسكتت الجميع.
وأوضح ناصر أن الوساطة المصرية لم تحقق فقط السلام في غزة، بل أعادت لمصر مكانتها كـ محور رئيسي في صناعة الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن احتفاء الشعوب العربية والعالمية على مواقع التواصل الاجتماعي يعكس حجم التقدير العالمي للقاهرة، تحت وسم #مصر_تنتصر_على_الجميع.
وختم قائلاً: "مصر اليوم تؤكد أنها حجر الزاوية في أي تسوية قادمة، لأنها تتحرك بثوابت وطنية واضحة، أبرزها رفض الوصاية على غزة، ودعم الإرادة الوطنية الفلسطينية، والتمسك بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف."
